الألباني وضعفه في اللغة

بسم الله الرحمن الرحيم




نقلاً من كتاب( أخطاء الالباني وأوهامه)

للباحث الاسلامي الدكتور / عمر مسعود




جهل الألباني بمعاني


الأفعال المتعدية بحرف







الألباني لجهله بمعاني الأفعال المتعدية بحرف لا يفرق بين جملة (روى ابن أبي شيبة بإسناد صحصح من رواية أبي صالح) وبين (روى ابن أبي شيبة بإسناد صحصح إلى أبي صالح) فسوى بين (من) و (إلى) ولم يفهم أن قول الحافظ ابن حجر هو (بإسناد صحصح عن مالك الدار)، وأن قوله (من رواية أبي صالح) لا مدخل له إلا بيان مخرج الخبر لأن الرواة عن مالك الدار جماعة وأبو صالح واحد منهم، فأراد الحافظ أن يبين أن مخرج هذا الخبر هو من رواية أبي صالح عن مالك لا من بقية الرواة عنه.
ومثل هذه الزلقات يقع فيها الألباني كثيرا حتى أنه يحرف حديث النبي صلى الله عليه وسلم ويقول النبي صلى الله عليه وسلم ما لم يقل.
ولنضرب لذلك مثلا من صنيع الألباني في حديث نبوي قلب الألباني معناه إلى عكس مدلوله، وإنما أوقعه في هذه الورطة جهله بمعاني الأفعال المتعدية بحرف.



الالباني لايعرف الفرق بين (الاخذ بيد الظالم) – (والاخذ على يد الظالم)



قال في سلسلته الصحيحة (4/88) تحت عنوان (وجوب الأخذ بيد الظالم) 1564 – (إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا بيده أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه).
أخرجه أحمد (رقم 1 و 16 و 29 و 53) وأبو داود (2/217) والترمذي (2/25/177) وابن ماجة (2/484) والطحاوي في مشكل الآثار (2/62-64) والضياء في الأحاديث المختارة (رقم 54 – 58 بتحقيقي) وغيرهم من طرق عديدة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن أبي بكر الصديق أنه قال:
أيها الناس إنكم تقرأون هذه الآية (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم) وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره وقال الترمذي واللفظ له:
(هذا حديث حسن صحيح، وذكر أن الرواة اختلفوا في رفعه ووقفه. يعني على إسماعيل. والراجح عندي الرفع لما يأتي بيانه، ولذلك صححه الإمام النووي في رياض الصالحين (رقم 202 بتحقيقي)، وراجع له الفائدة الثانية من مقدمتي عليه (ص: ي و ل).
وقال الحافظ ابن كثير في "التفسير" (2/109):
(وقد روى هذا الحديث أصحاب السنن الأربعة وابن حبان في "صحيحه" وغيرهم من طرق كثيرة عن جماعة كثيرة عن إسماعيل ابن أبي خالد به متصلا مرفوعا ومنهم من رواه عنه موقوفا على الصديق، وقد رجح وقفه الدار قطني وغيرهم). انتهى كلام الألباني.

أقول: وحاصل معنى هذا الحديث بالألفاظ التي ذكرها الألباني أن الني صلى الله عليه وسلم يأمر الناس – وحاشاه من ذلك – بإعانة الظالم ومساعدته في ظلمه ويتهددهم بأنهم إن نلم يعينوه على ظلمه ويساعدوه فيوشك أن يعذبهم الله بعذاب يعمهم.

ولا غرابة أن هذا المعنى الفاسد الذي نسبه زورا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو وجوب إعانة الظالم ومساعدته هو أمر لا تعرفه ملة الإسلام ولا غيرها من الملل بله أن يقال إن تأييد الظالم على سبيل الوجوب.

وإنما وقع الألباني في هذا الزلق الخطير لعدم تفريقه بين (أخذ بيده) و (آخذ على يده) مثل عدم تفريقه بين (من) و (إلى) في خبر مالك الدار فإن (أخذ بيده) معناه أعانه وساعده و (آخذ على يده) منعه.

قال العلامة اللغوي ابن منظور في كتابه (لسان العرب):
(يقال أخذت على يد فلان إذا ما منعته عن ما يريد أن يفعله كأنك أمسكت على يده). قال الأستاذ أحمد أبو سعد في كتاب (معجم التراكيب والعبارات الاصطلاحية العربية) (صفحة 28):
(أخذ على يده: المراد منعه عن ما يريد أن يفعله. يروى عن أبي بكر (رضي الله عنه) قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك الله أن يعمهم بعقابه).
وقال أيضا (ص 27):
(أخذ يده: المراد أعانه وساعده).

ولعل قائلا يقول: وما ذنب الألباني في هذا فإنه قد نقله كما وجده في كتب الحديث وقد عزى الألباني الحديث كما وجده إلى مصادره وهي:
1- أحمد (رقم 1 و 16 و 29 و 52).
2- أبو داود (2/217).
3- الترمذي (2/25 و 177).
4- ابن ماجه (2/484).
5- الطحاوي في "مشكل الآثار" (2/62-64).
6- الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (رقم 54-58).
7- الإمام النووي في "رياض الصالحين" (رقم 202).

والحق في هذه المسألة أن الحديث قد ورد في هذه المصادر التي ينقل منها الألباني على صواب اللفظ والمعنى، لا على خطأ الألباني، ولنبين ذلك:

أحمد في مسنده:
أقول: رواه أحمد بلفظ (يأخذوا على يديه) في رقم (29) الذي عزا إليه الألباني. وأما الأرقام الأخرى (1 و 16 و 53) فلا يوجد فيها هذا اللفظ البتة بل جميعها رواية بالمعنى. فأعجب للألباني أن أخر لفظ رواية الباب إلى الدرجة الثالثة وقدم عليها رواية المعنى، ومن لم يعجب من هذا الصنيع فمن ماذا يتعجب؟!!!
حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن إسماعيل قال: سمعت قيس بن أبي حازم يحدث عن أبي بكر الصديق: أنه خطب فقال: يا أيها الناس، إنكم تقرأون هذه الآية وتضعونها على غير ما وضعها الله: (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إلا اهتديتم) سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
إن الناس إذا رأوا المنكر بينهم فلم ينكروه يوشك أن يعمهم الله بعقابه.

أبو داود في سننه:
(باب الأمر والنهي) كتاب الملاحم:
ولفظه: (فلم يأخذوا على يديه).

الترمذي في سننه:
(باب ما جاء في نزول العذاب إذا لم يغير المنكر – أبواب الفتن):