الصهاينة يُحْكِمُون الخناقَ على الأقصى

الاربعاء 21 ربيع الأول 1430 الموافق 18 مارس 2009





هشام الهلالى

يبدو أن الأمور تسير من سيئ إلى أسوأ داخل مدينة القدس المحتلة، فبعد أن أقدمت السلطات الصهيونية على الشروع في هدم 88 منزلًا، وتشريد حوالي 1700 فلسطيني بحي سلوان، إذا بالصهاينة يُفَاجِئُون الجميع بالإعلان عن مخطط لإخلاء 1700 منزل بالقدس، يسكنها أكثر من 17 ألف فلسطيني خلال العام الجاري 2009 في أحياء سلوان، والطور، وحي الشيخ جراح في البلدة القديمة بالقدس الشرقية .

تحذيرات الشيخ رائد

وعلى الفور حذر الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية لحماية المقدسات، من مخطط "صهيونى" يستهدف هدمَ وإخلاء أكثر من 1700 منزل في مدينة القدس خلال العام الحالي 2009.

وقال الشيخ صلاح في مؤتمرٍ صحافِيٍّ عُقِدَ في خيمة الاعتصام في حي الشيخ جراح بالقدس: إن المعلومات التي توافَرَتْ تُشِيرُ إلى نية السلطات الصهيونية تنفيذَ هذا المخطط ما يعني تشريد أكثر من 17 ألف مواطن مقدسي من مدينتهم. ووصف صلاح ما تَمُرُّ به مدينة القدس بأنه أخطر مرحلةٍ تواجهها منذ احتلال المدينة عام 1967.

في حين أكد المطران عطا الله حنا، رئيس أساقفة سبسطية، على وَحْدَةِ أهالي القدس مُسْلِمِينَ ومسيحيين لمواجهة هذه الإجراءات، والدفاع عن عروبة المدينة.

وقال: إنّ قرارات الهدم والإخلاء التي اتخذتها سلطات الاحتلال هي الرَّدُّ "الإسرائيلي" على اعتبار القدس عاصِمَةَ الثقافة العربية، مُؤَكِّدًا أن أهالي القدس مستمسكون بحقوقهم، وعروبة مدينتهم المقدسة.

ووصف محمد جاد الله- وهو من الائتلاف من أجل القدس- القراراتِ الصهيونيةَ الأخيرةَ بأنها غير قانونية، وغير مُعْتَرَفٍ بها، مُشِيرًا إلى أن أهالي القدس لا يعترفون بالقضاء الصهيوني ولا بقراراته، بينما اعتبر أحمد الرويضي رئيس وحدة القدس في ديوان الرئاسة الفلسطينية، ما يجري في سلوان والطور والشيخ جراح جزءًا من مُخَطَّطٍ أَوْسَعَ نطاقًا يستهدف محاصرة البلدة القديمة ومقدساتها.

خطوات سريعة

والواضح أن الصهاينة لا يألون أيّ جهد في الإسراع في مخططهم لصهينة القدس، والسيطرة على محيط المسجد الأقصى؛ حيث تم الإعلان مُؤَخَّرًا عن عزم سلطات الاحتلال إنشاءَ مركز للشرطة، مُلَاصِقٍ للمسجد الأقصى المبارك من الجهة الغربية عند ساحة البراق، ووُصِفَ هذا الإجراء بالخطوة المتقدمة لاستهداف المسجد الأقصى والقدس الشريف.

إنّ إقامة هذا المركز تزيد من الخطوات العملية التي تتخذها سلطاتُ الاحتلال للتضييق على المسجد المبارك وحصاره، وتكريس تواجدها الاحتلالي بشكلٍ أَكْبَرَ داخله!

بينما تقومُ قواتُ شرطة الاحتلال بتنفيذ اقتحامات يومية للمسجد، وَسَطَ غفلةٍ من العالم الإسلامي والمجتمع الدولي.

وستكون هذه الخطوة الصهيونية عامل اعتداء على المحيط القريب من المسجد الأقصى، خاصةً بالبلدة القديمة، والأحياء المجاورة، وبالذات بلدة سلوان، مُحَذِّرَةً من أنَّ إقامةَ المركز تُوحِي بأنّ سلطات الاحتلال تُخَطِّطُ لاعتداء كبيرٍ يستهدف المسجد الأقصى ومدينة القدس، ويتكَلَّفُ هذا المركز الشرطي أكثر من أربعة ملايين دولار أمريكي .

ولم تجد الإجراءات الصهيونية المتسارعة مَنْ يرد عليها من المؤسسات العربية والإسلامية والدولية والإقليمية، سواء الحكومية أو الشعبية، باستثناء بيانات للإخوان المسلمين، والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وهذه البيانات بالتأكيد غير كافية، وإن كانت مهمة، وبخاصة أن الشيخ رائد صلاح ورفاقه كمن يُغَرِّدُ خارج السرب وحد، وهم يحملون على عاتقهم مُهِمَّةَ الحفاظ والدفاع عن المسجد الأقصى المبارك، والبلدة القديمة بالقدس الشرقية، وكأنَّ هذا الأمر لا يعنينا نحن المسلمين.

ولا بُدَّ في النهايةِ أنْ يَعْلَمَ العرب والمسلمون مدى أهميةِ القدس والمسجد الأقصى، فلِلْقُدْسِ مَكَانةٌ كبيرةٌ في قلب ووجدان كل عربى ومسلم، وفيها المسجد الأقصى الشريف أولى القبلتين، وثاني المسجدين، وثالث الحرمين، وهو أحد المساجد التي تُشَدُّ إليها الرحال، وإليه أُسْرِيَ بالنبي صلى الله عليه وسلم، ومنه بدأ معراجه عليه الصلاة والسلام إلى السماء؛ حيث فُرِضَتِ الصلاة.

إلى جانب أنه المكان الوحيد في الأرض الذي اجتمع فيه الأنبياء جميعًا، وصلى بهم نَبِيُّنَا محمد عليه الصَّلَاةُ والسَّلام إمامًا..

ألَا تَكْفِي كل هذه الأمور لِيَهُبَّ المسلمون دفاعًا عن قُدْسِهِم وأقصاهم ضد المخططات الصهيونية الدنيئة!

ألا تكفي كل هذه الفضائل لكى يتحرك المسئولون؛ ليطالبوا الصهاينة بوقف اعتداءاتهم؟!

أم سيقولون: إنّ للأَقْصَى ربًّا يحميه..ويجلسون!!