البوصيري شرف الدين عالم في صورة شاعر

بسم الله الرحمن الرحيم : وصل وسلم يا رب العباد على المصطفى الجواد واله وصحبه

الامام العارف بالله صاحب البردة والهمزية اللتان طار صيتهما في طول البلاد وعرضها من يكون؟
هو شرف الدين محمد بن سعيد بن حماد الصنهاجي البوصيري الجزائري أصلا، رائد المديح النبوي بلا منازع.
ولد البوصيري بقرية (دلاص) احدى قرى بني سويف من صعيد مصر أول شوال 608 هـ 7مارس1214 م
نشأ بقرية بوصير ثم انتقل الى القاهرة . حفظ القرآن الكريم صغيرا تتلمذ على فطاحل علماء عصره كما انه تتلمذعلى يديه كثير من العلماء منهم أبو حيان الغرناطي، فتح الدين محمد العمري الاندلسي المعروف بابن سيد الناس،
كان صادق العاطفة ميالا الى المحسنات البديعية من غير تكلف،
اعتبر مؤرخو الادب من المنصفين البردة أعظم قصيدة قيلت منذ قصيدة كعب بن زهير ( بانت سعاد)
كان رحمه الله خطاطا بارعا ،تعلم الخط على يد ابراهيم بن ابي عبد الله المصري، وبلغ عدد طلابه في الاسبوع الف طالب يعلمهم الخط والسبب معروف فقد كان الخط حرفة رائجة مكان الطباعة اليوم.
عمل في شبابه كاتبا في الحكومة هجا اصحاب النفوس الضعيفة من المرتشين من عمال الادارة فقال:
نقدت طوائف المستخدمينا***فلم ار فيهم رجلا أمينا
استقال بسبب الدسائس ضده وهكذا يفعل الشرفاء
سخّر حياته في دراسة سيرة المصطفى حتى غطى المديح على شخصيته العلمية كعالم لا يشق له غبار. تواضعا.
توفي رضي الله عنه بالاسكندرية سنة 695هـ 1295 م وعمره 87 عاما. حقق ديوانه الاستاذ محمد سيد كيلاني سنة 1955 م طبعة القاهرة
له ايضا كتاب تهذيب الالفاظ العامية.
تمتاز قصائده بالعذوبة والسلاسة وجزالة اللفظ والمعنى ، اتهمه بعض المتعصبين بالمبالغة في مدح النبي عليه السلام وتأليهه ، بينما هو لم يخرج عن المألوف في عصره الذي شاع فيه التصوف وقد عايش رحمه الله فطاحل العلماء ولم ينكروا عليه ذلك ، بل كثرت الشروح لبردته المباركة التي مطلعها :
أمن تذّكر جيران بذي سلم*** مزجت دمعا جرى من مقلة بدم
وأما الهمزية فمطلعها:
كيف ترقى رقيك الانبياء *** يا سما ما طاولتها سماء
رحم الله محمد شرف الدين البوصيري ، وغفر له بكل حرف مدح به المصطفى صلى الله عليه وسلم ...