جولة في مملكة السفهاء

جولة في مملكة السفهاء... بقلم : س.أ



________________________________________
....مملكة السفهاء ،مملكة تتحدى كل القيم ،لأنها لا تؤمن بالقيم...

....انها ليست كالممالك ، لأن ملكها سفيه ،وولي عهده أسفه منه ،أما الرعية ولا أسفه منهم،عملتهم الدينار السفهي ،وطعامهم السفاهة ...الحقيقة اني ترددت قبل زيارتي لهذه المملكة ، لأني أعلم مسبقا أني أضيع وقتي في السفاهة ،وأخشى أن أصاب بأنفلونزا السفاهة ..فهو مرض عضال يأتي على الاخضر واليابس، لكن قلت لا بأس فلتكن نزهة تنسيني ما أنا فيه من أرق ،وضجر...
فان تجشمت المجيئ لهذه المملكة فلعلي أكشف النقاب على ما هي عليه من زيف فلتكن صدقة جارية اذن...هؤلاء الرهط ملكوا الحياة وعصبها ،وباعوا الناس في سوق النخاسة،ورسموا للفضيلة صورا قبيحة،لوثوا ضمير الامة بأطماعهم التي لا حد لها ،نهبوا بيت المال ،وأضاعوا العيال،وطالوا المحال ،بطونهم لا تشبع ،الاخضر واليابس تبلع ،في هذه المملكة كل شيء مباح ،فالرقص حتى الصباح،واللهوكل ذلك رواح ،الرقص على جراح الغلابة والمقهورين ،الذين يتسولون كرم الحياة ، فعندما لا يجد السوقي ثمن الدواء دريهمات لابنه المريض المقعد،يبّدد السفيه الوفا على كعوب لعوب،في ليلة كفر النجوم غمامها ،بين كأس وغانية ضاع شرف الأمة وضاعت الرسالة ،فما أكرمك يأرب انك تمهل ولا تهمل ،نسيت أن أقول رمضان كريم ،العيد على الأبواب ،وأبناؤنا الأحباب ،قد حفظوا الأحزاب ، هنيئا لأمتنا ،انها ليلة خير من ألف شهر ،فلندعو سفيهتا ذلك المثقاب ليكرّم أبناءنا ،ويغيض أعداءنا ،ولا بأس أن نكرمه هو أيضا ،أننسى أياديه البيضاء ؟ كلا ورب السماء ...وتمضى الحكاية كالبداية كالنهاية ،الكل في المملكة يعيش كما يحب أن يعيش ...دعك من القيم التي لاتسمن ولاتغني من جوع ، البارحة كان لنا حزب واحد واليوم منّ الله علينا فصرنا أحزابا ، لما الحزن والقلق ، مادام الدم مسفوحا والبيت مفتوحا ،والخير ممنوحا،فالكل ينتظر الوليمة ،أشكرك على تفهمك موقفي أردت أن أوضح لك أيها الضمير ، أنني لست وحدي من من ينعم بالريع ، فما أنا إلا من غزيه ان غزت أغزو ...لكنك أيها المفدّى مقابل ماذا تأخذ هذا ؟
....ما أعرف أن مرتبك من بيتنا يغطي الحاجة ،ولا يدعو الى الحاجة...شكرا فهمت ما تقول أنت إذن سفيه ...نعم سفيه وألف سفيه، وأتحداك ان تجد في هذه المملكة غير سفيه.