شرّ البلية ما يضحك

شرّ البليّة ما يضحك...

بقلم : سعيد أبوعمر
الجرأة على المعاصي في هذا الزمن صارت أمرا اعتياديا لا يدعو الى الغرابة ، لأنّ العاصي والعاصية قد وجدا مخرجا لهما لا يحتاج حكما فقهيا مادامت التوبة على طريقتهما ميسورة ، كبف لا؟ والعائد من الذنب كمن لا ذنب له ،وهذا مما شجع الكثير على التمادي في غيّه وضلاله وكأنّ الشريعة خادم مطيع لولا لا الشهادة لصارت لاؤه نعم ...جذور هذه القضية تمتد الى حالة الغزو الثقافي الذي يداهمنا في عقر دارنا ، مما نحسبه هيّنا وهو عند الله عظيم ، هذه المسلسلات التركية التي لا ندري من أين دخلت علينا ،وشغف بها الكبير قبل الصغير ،وهي في الحقيقة تدس السم في الدسم ،وتظهر أبطال القصة مساكين يستجدون العطف والحنان ، بينما بطل القصةهذا المسكين لا يتورع في ارتكاب الفاحشة ، والامر الى هنا يعتبر عاديا ، لكن الخطر في أن البطل يتزوج بعد ذلك البطلة ، وهي على كل حال توبة نصوح على طريقته ، فلو كان المجتمع الذي تحدث فيه هذه المصائب مجتمع غير مسلم لهان الامر...ولكنه مجتمع مسلم على الطريقة الغربية ،اذ لا ترى من ابجديات الديكور الا المساجد الشامخة ، وعجائز قد وضعنا خمارات على شاكلة الراهبات ...وهنا يتهلل وجه المشاهدين بشرا ...انه في المسجد ...انه مسلم ...هذا امام يعقد قرانهما ..وهي أفكار لعمري خطيرة يجب أن نتصدى لها جميعا ، فالمغلوب طبعه التقليد كما يقول ابن خلدون ...فهذه الشخصيات التي نحبها حتى النخاع لم تأت من القمر ،وانما هي خرّيجة الكباريهات ، ومواخير الفسق ،والفجور ،وصالات العهر اليهودي في تركيا ...ابحث ان شئت عنها في دواليب الانترنات حينئذ ستلعنهم لعنا كثيرا..
اين هؤلاء من الذين قال عنهم رب العزة : قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون...
انّ المتقين في جنات ونهر...فهذه الافكارالمسمومة تسوّق في مجتمعنا المحافظ لتصبح بعد ذلك مسلمات ، ليس هناك حرج أن تحمل المخطوبة من خطيبها لأن الامر تحصيل حاصل ، ولأن الخاطب قد أخذ عهدا من الله أن لا يموت حتى يتزوج ويرى ابنه يناغي بين عينيه ،وكما يقول المثل السوفي :مذبوحة للعيد أو لعشورة ،بينما أن الجرم كبير وكبير جدا فالعلاقة بعد ذلك حرام في حرام ..فالمولود من حرام لا بنوة ولا توريث ولا طهر ولا عقد أصلا ...كالذي يتصدّق من مال الخمروالزنا والربا،لأن المرأة هنا يجب أن تضع مولودها وأن تتطهر ثم تكفر عن ذنبها وتتوب الى الله وبعد ذلك تفكر في الزواج ...وأما من شأن هذه المصائب التي ابتليت بها الامة، فالامر سواء مادام الجاني معترفا بالبنوة ...وأنا أقول هذا وأنا حزين لأني أعرف حالات حقيقة من هذه المثالب، ليس بوسعي الا أن أقول لا حول ولا قوة الا بالله ،ومنها أن أحد الخاطبين حينما خشي ان يفتضح أمره ،تزوج المسكينة على جناح السرعة وأوهم أهله ان لم يزوجوه قتل نفسه ، وماهي الا أشهر معدودة حتى وضعت العروس مولودها البكر ...وكي يداري فضيحته سافر بها بعيدا هروبا من ألسنة الناس ولما تناسى الناس ما كان عاد عودة الابطال المظفرين وكأنّ شيئا لم يكن وهي على كل حال توبة على الطريقة التركية ، فافيقوا أيها المسلمون من سباتكم و اطرحوا عنكم هذه الاحلام ...أتبكون نبيكم ، وتضحكون الشيطان ؟ ...الانسان يحشر مع من أحب ،قال الشيطان ذات مرة متحديا الخالق سبحانه: ان البشر يزعمون حبك ويعصونك ، بينما يزعمون كرهي ويطيعونني..وانها حقا لمفارقة عجيبة ، انّ المحب للحبيب مطيع ماأصدق قول البوصيري رحمه الله : وكيف يدرك في الدنيا حقيقته *** قوم نيام تسلوا عنه بالحلم...
فعلا ان شر البلية ما يضحك ....
بل أن منا من يضيع صلاته حتى لا تفوته اللقطات الساخنة ،والمواقف الحادة وكأنه على أرضية معركة مصيرية ...الفنان التركي المدعم بالمال اليهودي استطاع برشاقته ورومانسيته أن يكسر حواجز المحضور في الاسرة الجزائرية وجعلنا نترحم على الافلام الغربية الاجتماعية التي كانت تتحلق حولها الاسرة ودون فهم للغة ...ولكن لم يكن يحدث الحرج لأن الجميع يدرك أن لا تتطاول على المشاهد ، مع أن المقص الجزائري الذي كان يحترم الاسرة الجزائرية يتابع الاحداث ولا بنام.
وأما هذا المارق السعودي الذي يسمى الأميرالوليد... فقد جرّ شباب الأمة إلى سحيق جهنم ، وهو الذي سنّ هذه الوقاحة في الفضائيات وهو الذي تجرا على الله باسم الفن ، ولكن أيها الأمير المفدّى ما هي الا أيام معدودات وتكون بين يدي الله ليحاسبك على ما اقترفت يداك من جرم في حق أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - هناك ناد على هالة شو ، وجميلات لبنان كي ينقذونك من منكر ونكير ..فليدع ناديه سندعو الزبانية..وأما الديوث الذي تزوج العجرمية فقد قال أني هاشمي الأصل ،وزوجتي الان هي هاشمية من بني هاشم ...بعدا لك ولها..لو كنت هاشميا كما تدعى لما كان هذا حالك وحالها ..