واشنطن 'معجبة وممتنة وفخورة جدا' بالدور الليبي في دارفور

أميركا تخفف لهجتها حيال ليبيا بعد ان هاجمت استقبالها للمقرحي ورغم دعوات في الكونغرس للتشدد مع طرابلس.



اشادت واشنطن بالدور الليبي في ملف دارفور وقالت انه "ايجابي جدا"، فيما يدلل على تخفيف لهجتها حيال طرابلس بعد ان وصفت استقبال الابطال الذي حظي به عبد الباسط المقرحي المدان باعتداء لوكربي في ليبيا بأنه "بغيض".

وتأتي هذه الاشادة في وقت دعا فيه مشرعان اميركيان الى تشديد اللهجة حيال ليبيا بعد احتفالها بعودة المقرحي.

واشاد الموفد الاميركي الى السودان سكوت غرايشن مساء الاحد في القاهرة بالدور "الايجابي جدا" الذي تضطلع به ليبيا في ملف النزاع في دارفور وتداعياته في تشاد، وذلك بعدما التقى مسؤولين مصريين وليبيين وسودانيين.


وصرح غرايشن للصحافيين "انا معجب وممتن كثيرا للدور الذي يؤديه الليبيون"، لافتا الى جهود طرابلس لدفع الفصائل المتمردة في دارفور الى التوحد تمهيدا للتفاوض حول السلام واحتواء التوتر بين الخرطوم ونجامينا.


واضاف ان "الليبيين يؤدون دورا ايجابيا جدا ونحن فخورون بشراكتنا معهم" حول هذه الملفات.


واوضح غرايشن انه اجرى في القاهرة "محادثات رباعية الطرف" مع مسؤولين سودانيين وليبيين برعاية وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط ومدير المخابرات العامة المصرية اللواء عمر سليمان.


ولم يحدد المسؤول الاميركي هوية محاوريه السودانيين والليبيين، لكن وزارة الخارجية الاميركية كانت اشارت الى محادثات مقررة مع وزير الخارجية الليبي موسى كوسا والمستشار الرئاسي السوداني غازي صلاح الدين.


واكد غرايشن ان هذه المحادثات "اتاحت النظر في شكل اوسع، في ما يتجاوز قضية دارفور وحدها"، مشيرا الى العلاقات بين حكومة الخرطوم وولايات جنوب السودان، اضافة الى "مشاكل اقليمية" اخرى.


وكان يتحدث اثر لقائه الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى. والقاهرة هي المحطة الاخيرة في جولة قام بها غرايشن وقادته ايضا الى السودان واثيوبيا.


ومنذ العام 2003، اسفر النزاع في دارفور بغرب السودان عن 300 الف قتيل بحسب تقديرات الامم المتحدة، في حين تتحدث الخرطوم عن عشرة الاف فقط.


ونزح ايضا جراء هذا النزاع 2.7 مليون شخص.

من جانب آخر، دعا عضوان في مجلس الشيوخ الاميركي الاحد واشنطن الى تشديد اللهجة حيال طرابلس بعد ان استقبل المقرحي استقبال الابطال في ليبيا.


ورأى السناتور جو ليبرمان الشخصية النافذة في الكونغرس حول قضايا السياسة الخارجية والامن ان هذا الاستقبال يعد "صفعة حقيقية لقضية مكافحة الارهاب" و"يسيء مجددا" الى العلاقات الاميركية مع ليبيا.


وقال في حديث لقناة "سي ان ان"، "يجب الا نتوقع لقاء بين الرئيس (باراك) اوباما و(الزعيم الليبي العقيد معمر) القذافي في الجمعية العامة للامم المتحدة في ايلول/سبتمبر".


ووصف اوباما الاستقبال الذي لقيه المقرحي لدى عودته الى ليبيا بانه "بغيض".


وكانت اسكتلندا افرجت عن المقرحي لاسباب انسانية لاصابته بسرطان البروستات في مرحلة متقدمة بعد ان كان يقضي عقوبة بالسجن مدى الحياة لادانته بالضلوع في تفجير طائرة اميركية فوق لوكربي في 1988. وقضى في ذلك الحادث 270 شخصا.


وطالب السناتور عن كونتيكات (شمال شرق) بتحقيق حول القرار الاسكتلندي الافراج عن الرجل المصاب بالسرطان وادعاءات بان هذه الخطوة في صلب العقود التجارية المبرمة مع بريطانيا التي سارعت السبت الى نفي هذه المعلومات.


وقال ليبرمان "هذه الادعاءات (...) تصدم".


واضاف "آمل في الا تكون صحيحة لكنها شائعات تسري وآمل في ان يفتح اصدقاؤنا البريطانيون تحقيقا حول قرار وزارة العدل الاسكتلندية الافراج عن مجرم".


وقال السناتور الديموقراطي بن كاردن لشبكة " سي ان ان" ان تصرف ليبيا في هذه القضية يجب ان تكون له "عواقب".


واضاف "ان الارهاب لا يظهر رأفة والافراج عنه (المقرحي) بداعي الرأفة كان قرارا سيئا".