بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد :
يقول عمر ابو سعيد وهو ما أضحكني جدا
** فقد ثبت فعل المولد عند اهل القرون الزاهرة الاولى **
الرد: هل من قرن أفضل من القرن الذي عاش فيه الصحابة , طبعا لا , وهل فعل ذلك منهم أحد
- أحب زوجات النبي صلى الله عليه وسلم هل فعلت ذلك بعد وفاته , أم كانت من المقصرين في حقه بعد وفانه
وإذا كان البعض ينازع في بدعية المولد؛ فإن القاعدة الشرعية تقتضي رد ما تنازع فيه الناس إلى كتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، كما قال الله عز وجل: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) وقال تعالى: ( وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ) . وقد رددنا هذه المسألة إلى كتاب الله سبحانه، فوجدناه يأمرنا باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم فيما جاء به، ويحذرنا عما نهى عنه، ويخبرنا بأن الله سبحانه قد أكمل لهذه الأمة دينها، وليس هذا الاحتفال مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فيكون ليس من الدين الذي أكمله الله لنا، وأمرنا باتباع الرسول فيه.
أخي المسلم: إن ذكرى الرسول صلى الله عليه وسلم تتجدد مع المسلم في كل أوقاته، ويرتبط بها كلما ذُكر اسمه صلى الله عليه وسلم في الأذان والإقامة والخطبة، وكلما ردد المسلم الشهادتين بعد الوضوء وفي الصلوات، وكلما صلى على النبي صلى الله عليه وسلم في صلواته وعند ذكره، وكلما عمل المسلم عملاً صالحاً واجباً أو مستحباً مما شرعه الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه بذلك يتذكره.. وهكذا المسلم دائماً يحيي ذكرى الرسول صلى الله عليه وسلم ويرتبط به في الليل والنهار طوال عمره بما شرعه الله ، لا في يوم المولد فقط ، ولا بما هو بدعة ومخالفة لسنته ، فإن البدعة تبعدك أخي المسلم عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
والرسول صلى الله عليه وسلم غني عن هذا الاحتفال البدعي بما شرعه الله له من تعظيمه وتوقيره كما في قوله تعالى : (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ) ، فلا يذكر الله عز وجل في أذان ولا إقامة ولا خطبة إلا ويذكر بعده الرسول صلى الله عليه وسلم وكفى بذلك تعظيماً ومحبة وتجديداً لذكراه وحثاً على اتباعه.
يقول عمر ابو سعيد ايضا :نحن مالكية أشعرية في بلاد المغرب ولا يلزمنا ما يقوا غيرنا ممن نصبوا انفسهم اوصياء على هذه الامة
** نحن مالكية أشعرية : ألا تعرف عقيدة الاشعرية في التوحيد ولكن ليس غريب أن تقر بأشعريتك فهذا حال أهل الطرق الصوفية البدعية المخالفة لمنهج النبي صلى الله عليه وسلم
** العقيدة الاشعرية ظهرت بعد وفاة ابي حسن الاشعري رحمه الله بعد رجوعه التام عن تلك الاعتقادات , فما علاقة الامام مالك بالاشعرية
.. *من هو الإمام مالك بن أنس(المتوفى في سنة179 هجرية)، الذي ينتسب إليه المالكية؟
هل هو كما نراه في سلوك بعض المنتسبين إليه من المتأخرين الذين نراهم في زوايا المساجد على صورة دراويش، والذين يتنافسون في اقتناء أطول مسبحة، وكتابة أكبر عدد من التمائم، أو الذين نراهم على شاشات التلفزيون بالبنطال ورابطة العنق والخد الأملس، والذين يفتون في الأخضر واليابس بلا مراقب ولا حارس؟! أم حقيقة الإمام مالك رحمه الله تعالى ما نقرأه عنه في الطبقات الكبرى لابن سعد، وتاريخ يحي بن معين، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم، سير أعلام النبلاء للذهبي، وترتيب المدارك للسبتي، والأنساب للسمعاني، وتهذيب الكمال للمزي، ومناقب مالك للزواوي، والبداية والنهاية لابن كثير، والدباج المذهب، وتزيين الممالك، وشذرات الذهب، وشجرة النور الزكية، و...و...؟.
*وما قصة التثليث التى يحتضنها بعض المالكية من المتأخرين، من قولهم نحن على مذهب مالك في الفقه، وعلى عقيدة أبي الحسن الأشعري، وعلى طريقة جُنيد السالك؟
*وهل للإمام مالك أقوال واضحة في العقيدة الأثرية، نقلها عنه تلاميذته، أم أنه رحمه الله لم ينبس ببنة شفة في باب العقائد، ولهذا لجأ بعض المالكية إلى تبني عقيدة أبي الحسن الأشعري، وطريقة الجنيد السالك خشية أن يعيشوا طَوال حياتهم مالكية في فلاة بلا عقيدة ولا سلوك؟!
*وهل صحيح أن بعض المالكية المتعصبين على عقيدة أبي الحسن الأشعري التي أناب إليها في آخر حياته ودونها في كتابه الإبانة، أم أنهم قابعون على المرحلة الثانية من حياة أبي الحسن الأشعري، والتي تمثل ما كان عليه سعيد ابن كلاب، أو ما يسمى بالمذهب الكُلابي؟
*وهل المذهب المالكي الذي كان عليه المتقدمون كالقزاز و القيرواني وسحنون يقر بناء القباب على أضرحة الصالحين، وتشييدها، وشدّ الرحال إليها، والذبح على عتبتها، وإقامة الأعياد السنوية عند ضريح كل عبد صالح مع الرقص، والأناشيد الشركية، واختلاط النساء بالرجال في جوّ عفن وخانق، وهل يقر دعاء الأموات والاستغاثة بهم، ويرى التبرك بالشجر والحجر والتمرغ في التراب، وكتابة التمائم الشركية التي تحوي على الطلاسم والرموز، وهل يجيز العيافة والكهانة، وخط الرمل، والضرب بالحصى؟!
قال أبو إسحاق إبراهيم بن موسى الشاطبي المالكي (ت790) في الموافقات (2/118 ط: دار عفان) بعد ما تكلم عن العلوم التي كانت عند العرب، وما أقرته الشريعة وما رفضته، ومما رفضته
ومنها ما كان أكثره باطلا أو جميعه؛ كعلم العيافة، والزجر، والكهانة، وخط الرمل، والضرب الحصى، والطيرة، فأبطلت الشريعة من ذلك الباطل ونهت عنه، كالكهانة، والزجر، وخط الرمل…).
*وهل كان الإمام مالك رحمه الله يجيز بناء الأحكام الشرعية على الرؤى المنامات التي تخرق قاعدة شرعية، أو حكما شرعيا، كأن يرى أحدهم أنه إذا مات يدفن في المسجد، وتبنى عليه قبة خضراء؟!
*وحتى في الفروع على تقسيم المتأخرين، فهل المذهب المالكي يجيز حلق اللحى، وتزويج المرأة بلا ولي، والدعاء الجماعي وراء كل صلاة مفروضة، وقراءة القرآن على الأموات، وسدل اليدين في الصلاة؟!
أسئلة كثيرة تحتاج إلى تجلية وإجابة، وبما أنني درست المذهب المالكي واجتهدت فيه كما هو حال كثير من أبناء المغرب العربي، أحببت أن أخوض غمار هذه المعركة بما معي من علم بالمذهب المالكي الذي كان عليه المتقدمون، وأقوم بنقل ما ثبت عن الإمام مالك رحمه الله في باب العقائد، حتى يدرك الداني والقاصي صفاء منهج مالك رحمه الله، وكدر ما عليه بعض المتعصبين من المالكية في العقيدة والفقه، وبعض مسائل الفروع التي وقع بسببها لغط وتناحر، وهو بحث مطول أسعى في طرحه على حلقات حتى يتسنى للقراء الكرام قراءته، وخاصة وأنه وردت إليّ شكاوى من بعض القراء بخصوص طول المقالات التي أقوم بإنزالها، وأن أهل الشبكة يصعب عليهم قراءة المطولات، وإن كان هذا يعد خلالا في علو الهمة، إلا أننا نستجيب لرغبتهم من باب سددوا وقاربوا، ومن منظور أخشى أن تملوا.
********************************************************
إن المتمعن بإنصاف وصدق في حياة الإمام مالك بن أنس الأصبحي رحمه الله الحافلة بالعلم والعمل والمنهج القويم، ثم يقارنها بعلم وعمل بعض من ينتسب إليه يجد تفاوتا واضحا، وفي بعض الأحيان يقف على تناقض جلي، فأحببت أن أوقف القارئ الكريم على بعض جوانب حياة الإمام مالك العلمية والعملية، حتى يتفطن المسلمون ولا ينسبون إليه تصرفات بعض المتعصبة والجهال الذين يلهثون باسمه ويخالفونه في منهجه، والذين يتفوهون بعبارة غريبة جدا يرفضها العقل والتأريخ؛ وهي: نحن في الفقه على مذهب مالك، وفي العقيدة على مذهب أبي الحسن الأشعري، وفي السلوك على طريقة الجنيد السالك.
مقولة تجعل الحليم حيرانا، ودائما كنت أقول في نفسي: ما هذا التثليث الذي ينعق به بعض المتعصبين من المالكية؟
وكيف ينسب متقدم إلى متأخر؟!.
وما هو الحافز الذي جعلهم يأخذون العقيدة والسلوك عن غيره؟
وبأي منهج فرقوا بين الفقه والعقيدة والسلوك في التلقي؟
وهل عقيدة الإمام مالك مجهولة، وسلوكه مشين فقام بعض المالكية باستدراك الموقف والركون إلى عقيدة الأشعري في طوره الثاني وسلوك الجنيد، لتغطية النقص!؟
ولماذا لا يعرج بعض المالكية على عقيدة الإمام مالك، ويشرحونها للناس، مع أنها منتشرة في دواوين أئمة الإسلام، وفي المقابل يعكفون على جوهرة التوحيد التي تناقض تماما ما عاش مالك من أجله ودعا إليه؟
بل لماذا يعمد بعض المالكية قصدا إلى تعمية عقيدة الإمام مالك حتى لا يقف عليها المتأخرون؟
ولصالح من هذا العمل ويخدم أي طبقة من طبقات المسلمين؟
وهل هذا العمل المملوء بالتدليس هو الذي يعيد للمسلمين مجدهم، ويحرر لهم القدس، ويسترجع لهم الأندلس؟!
ولماذا يقدم المالكية المشهور على المتواتر في المذهب، بل ولماذا يقدمون المفرع من الفرع على المتواتر؟!
لقد رضي بعض المتعصبين من المالكية بالإمام مالك في الفروع على اصطلاح المتأخرين فهلا رضوا به في الأصول فيما بينهم وبين ربهم، وبما نص عليه ودعا إليه.
إن المالكية المتقدمين وخاصة أهل المغرب كانوا على عقيدة أهل الحديث والأثر إلى حين ظهور المغضوب عليه ابن تومرت الهالك السافر الذي عكر على أهل المغرب دينهم، وكدّر عليهم عيشهم، وقذف بهم في دردير الفتنة وثمادها.
قال العلامة الذهبي رحمه الله في السير(17/557): (...كان علماء المغرب لا يدخلون في الكلام، بل يتقنون الفقه أو الحديث أو العربية، ولا يخوضون في المعقولات، وعلى ذلك كان الأصيلي، وأبو الوليد بن الفرضي، وأبو عمرو الطلمنكي، ومكي القيسي، وأبو عمرو الداني، وأبو عمر بن عبد البر، والعلماء).
وقال اليسع بن جزم كما في السير(19/550): ( سمَّى ابن تومرت المرابطين بالمجسمين، وما كان أهل المغرب يدينون إلا بتنزيه الله تعالى عما لا يجب وصفه بما يجب له، مع ترك خوضهم عما تقصر العقول عن فهمه).
وهل يعلم المالكية الكرام أن الإمام مالك رحمه الله ألف كتابه الموطأ سيرا على طريقة أسلافه العُظام في الدفاع عن السنة، ومحاربة البدعة؟
قال العلامة ابن تيمية رحمه الله في التسعينة (1/158-159): (إنّ سلف الأمة وأئمتها ما زالوا يتكلمون ويفتون ويحدثون العامة والخاصة بما في الكتاب والسنة من الصفات، وهذا في كتب التفسير، والحديث، والسنن، أكثر من أن يحصيه إلا الله، حتى إنه لما جمع الناس العلم وبوبوه في الكتب، فصنف ابن جريج التفسير والسنن، وصنف معمر أيضا، وصنف مالك بن أنس، وصنف حماد بن سلمة، وهؤلاء أقدم من صنف في العلم، فصنف حماد بن سلمة كتابه في الصفات، كما صنف كتبه في سائر أبواب العلم، وقد قيل: إن مالكا إنما صنف الموطأ تبعا له، وقال: جمعت هذا خوفا من الجهمية أن يضلوا الناس لما ابتدعت الجهمية النفي والتعطيل..).
يا سبحان الله أين المتعصبون من المالكية من كتاب الموطأ الذي ألفه الإمام مالك ردا على الجهمية، ونصرة لمنهج أهل الحديث والأثر، وأين هم من شروحه كالتمهيد والاستذكار؟.
قال إبراهيم الحربي أبو إسحاق البغدادي الحافظ كما في السير(13/358): (لا أعلم عصابة خيرا من أصحاب الحديث، إنما يغدوا أحدهم ومعه محبرة فيقول: كيف فعل النبيّ صلى الله عليه وسلم؟ وكيف صلى؟ وإياكم أن تجلسوا إلى أهل البدع فإن الرجل إذا أقبل ببدعة ليس يفلح).
أما حال بعض المتعصبين من المالكية المتأخرين فهو: هنا صلى الولي الفلاني، وهنا جلس، وهنا ضرب الأرض بعصاه فانفجر الماء حتى سالت منه الأودية، وهناك قبر، ثم يهرعون ويتنافسون إلى بناء قبة عليه، وإذا اختلف القوم، بنى كل فريق قبة في محيطه وحماها بكوم من القصص والأحاجي، وهذا عبد القادر الجيلاني رحمه الله مقبور في العراق، ومع هذا لا تخلوا دولة إسلامية من قبة له تزار، بل وتعبد من دون الله والله المستعان.
** فلا غرابة أن نسمعمثل هذه البدع والخرافات فهذا حال اهل البدع منذ ظهورهم
نسأل الله أن يهدينا لما فيه الخير وأن يرزقنا حب واتباع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم